٣٠ يونيو ٢٠٢٤هـ - ٣٠ يونيو ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
المال والأعمال | الأحد 17 مارس, 2019 3:02 صباحاً |
مشاركة:

"مؤتمر الاستشارات والتدريب الإداري الأول" يدعو إلى تنظيم مهنة الاستشارات وتطوير مناهج التدريب بالاستفادة من التقنيات الحديثة

دعا المشاركون في أعمال مؤتمر الاستشارات والتدريب الإداري الأول إلى تفعيل الأطر الناظمة لمهنة التدريب والاستشارات الإدارية وتطوير مناهج التدريب بما يتماشى مع مهارات المستقبل، والاستفادة من  المتغيرات التكنولوجية المتسارعة والثورة الصناعية الرابعة في تطوير وسائل التدريب وطرقه، وصولاً إلى  تحقيق الخطط والاستراتيجيات لمختلف جهات العمل الحكومي والمؤسسي.

جاء ذلك خلال فعاليات ونشاطات مؤتمر الاستشارات والتدريب الإداري الأول – والذي نظمته جمعية الإمارات للمستشارين والمدربين الإداريين على مدار يومين في دبي، وذلك تحت شعار "التسارع التقني ومستقبل التدريب". وبحضور نخبة من الأكاديميين والخبراء والمختصين في التدريب الإداري للإجابة عن عدد من التساؤلات المستقبلية المرتبطة بمهنة التدريب الإداري والتي تفرضها التطورات التقنية المتسارعة

وعبر سعادة الدكتور علي بن سباع المري، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للمستشارين والمدربين الإداريين عن سعادته بالحضور اللافت الذي شهدته الدورة الأولى من المؤتمر، الأمر الذي يعكس الأهمية المتزايدة  لقطاع التدريب والاستشارات، وقال: "في ظل المتغيرات التكنولوجية المتسارعة وتسابق مؤسسات القطاع العام والخاص لمجاراة التطور التقني وتسخير التقنيات لتحقيق الرؤى والاستراتيجيات، يبقى العنصر البشري حجر الأساس في سباق التقنيات، العنصر البشري الذي يبدع ويبتكر ويطور التقنيات ويستفيد من هذه التقنيات في تحقيق المستهدفات."

وأضاف سعادته: "هناك حقائق كثيرة تفرضها التقنيات الجديدة، يعد من أبرزها تأثيرها الكبير على مستقبل الوظائف ومهارات المستقبل، وقد أشارت العديد من التقارير العالمية إلى نهاية عدد كبير من الوظائف، في مقابل استحداث وظائف أخرى جديدة، والتي تتطلب مهارات متقدمة وكفاءات جديدة مناسبة، وهنا تبرز أهمية التعليم والتدريب وإعداد الاجيال القادمة لمتغيرات المستقبل ، والاستمرار في تطوير برامج الاعداد والتدريب المهني لتتماشى مع التغيرات المتسارعة ومتطلبات سوق العمل."

وتابع سعادة المري: "هناك حاجة ماسة لتفعيل دور مهنة الاستشارات والتدريب في منظومة العمل المؤسسي، على الرغم من كونها حديثة نسبياً، والمتغيرات التقنية مثل تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة والتي باتت جزء من منظومتنا التي نعيشها سواء كأفراد أو مؤسسات، تعكس حاجتنا إلى هذه المهنة وتكرس أهميتها المتزايدة، ومن هنا يأتي دورنا في جمعية الإمارات للمستشارين والمدربين الإداريين كجهة رائدة ومعنية بتنظيم هذا القطاع، والعمل على تطويره لضمان الاستفادة منه بالشكل الأمثل، ومتابعة تطبيقاته لزيادة فعاليته والحفاظ على تنافسيته محلياً وعالمياً".

وأضاف سعادته بأنه بجهود مجلس الإدارة ودعم الأعضاء، تم توجيه إطار عمل الجمعية لأربعة محاور رئيسية، وهي محور الاعداد، وذلك من خلال دورات اعداد المدربين والمستشارين، ومحور الاعتماد، وذلك عبر وضع أنظمة وأليات الاعتماد المدربين والمستشارين، ومحور التمكين، وذلك لتمكين المدربين والمستشارين من خلال الفعاليات والترويج لهم في القائمة الموحدة في موقع الجمعية، وأخيراً محور التنظيم، وذلك عبر البدء بالتعاون مع الجهات الحكومية المختصة لتنظيم عملية الترخيص ومزاولة المهنة.

وفي جلسة له بعنوان "الاحتياجات التدريبية الحالية والمستقبلية “، طرح الدكتور أحمد تهلك، رئيس مجلس إدارة شركة ليفن بيرت للاستشارات، عدة مواضيع تخص أهداف الدورات التدريبية والتي يجب عليها أن تتماشى مع رؤية واستراتيجية المؤسسة، فإذا كانت الرؤية غير واضحة فالمسار غير واضح. كما حث الدكتور تهلك جميع المدربين على تطوير ذاتهم، فالتعلم والتطور من أسس استمرارية ونجاح المدرب في عمله، بالإضافة إلى التركيز على دور الابتكار وخلق أساليب وطرق تدريبية جديدة للارتقاء في هذه المهنة.

وسلط البروفيسور رائد عواملة، عميد كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، في جلسة بعنوان "مهارات المستقبل" الضوء على أهمية التركيز على اكتساب المهارات المستقبلية فضلا عن التفكير في الوظائف المستقبلية. كما تحدث عن تزايد الارتباط بين كافة القطاعات وبين الأفراد والأجهزة الإلكترونية في عصر الثورة الصناعية الرابعة. وفي نهاية الجلسة، تم عرض أهم عشر مهارات يجب على المدربين والاستشاريين امتلاكها وكان من أهمها الذكاء العاطفي.

وفي جلسة حوارية بعنوان "تحديات التدريب الإداري ومستقبل المهنة"  أدارها هشام العمراني، المؤسس والمدير العام لشركة إي سي جي للاستشارات والتدريب، تحدث كل من الدكتور صالح الحمراني، نائب مدير الإدارة العامة للتميز والريادة في القيادة العامة لشرطة دبي، والدكتور فهد يوسف الفضالة، أمين عام منتدى التطوير الوظيفي الخليجي، وعزان لوتاه، المدير تنفيذي للأصالة للتدريب والاستشارة، وشارل جوزيف طوق، مستشار إداري اول في شركة ميرك للتدريب والاستشارات، عن مستقبل مهنة التدريب وكيفية إدماج التطورات التكنولوجية في أساليب التدريب الحديثة والمستقبلية، حيث يتم ذلك من خلال تطوير قدرات المدربين وتحسين المحتوى بشكل مستمر ليتماشى مع التغيرات السريعة وذلك ضمن معايير مهنية وأخلاقية وتشريعية تساعد في دفع عجلة تطور هذه المهنة.

وتحدث كل من هزاع خلفان النعيمي، رئيس جوائز ومبادرات التميز في برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، في جلسته "تجربة التدريب الذكي في برامج دبي للأداء الحكومي المتميز"، وطارق طالب عبد الرحمن البيض، ملازم أول في القيادة العامة لشرطة دبي، في جلسته "دور مركز التدريب الذكي في دعم عمليات المدربين" عن تجربتهم في التدريب الذكي، وشرح النعيمي سبل الاشتراك في مبادرة دبي للتدريب الحكومي ومخرجات التدريب، إضافة إلى عرض مختلف الحقائب التدريبية المطروحة والتي يصل عددها إلى 41 حقيبة تدريبية. وأوضح الملازم طارق البيض دور منصة التدريب الذكي في توفير الدورات التدريبية لكافة التخصصات الإدارية.

وناقش محمد حبيب، مستشار الأداء والتميز في وزارة شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، بجلسته مستقبل التدريب المهني وما إذا كانت مهنة التدريب ستختفي أم ستبقى في المستقبل حيث عرض فرص الاستمرارية في حال مواكبة التغيرات السريعة التي تحدث، بل وازدياد الطلب على مثل هذه الخدمات التدريبية والاستشارية.

وفي جلسة عن أفضل الممارسات في التدريب، تحدث محمد حسن سبيتي، مستشار في شركة بي دبليو سي، شركة الخدمات المهنية العالمية، عن آخر تطورات مهارات سوق العمل والدورات التدريبية المطلوبة والفرق ما بين التعلم والتدريب. كما شرح خلال الجلسة عن أهمية وضع استراتيجية للموارد البشرية والتي من شأنها استخراج الكفاءات من المؤسسات.

وقامت الجمعية بالتمهيد لمؤتمر الاستشارات والتدريب الإداري الأول من خلال عقد ورشات عمل خلال اليوم الأول والتي قدمها نخبة من الإداريين والمستشارين لعدد من العاملين في الجهات الحكومية. وسعت هذه الورشات بالتعريف بمهنة الاستشارة والتدريب والتوجيه المهني وبالمهام الأساسية التي يقوم بها العاملون في هذا المجال فضلا عن أهم السمات والأخلاقيات التي يجب أن يتمتعوا بها.

وأجابت الورشة الأولى بعنوان "إعداد المستشار الإداري الداخلي" والتي قدمها كل من الدكتور أحمد تهلك، ووسام ضبيط، مستشار في مركز الإمارات للمعرفة الحكومية، وأماني محمود زيدان، استشاري أول في إدارة الموارد البشرية في مركز الإمارات للمعرفة الحكومية، على العديد من الأسئلة المتعلقة بمجال الاستشارة وأهمها المهارات والأخلاقيات التي يجب أن يتسم بها الاستشاريون ومنها إدارة التخطيط الاستراتيجي والمخاطر والتغيير وغيرها من المهارات. كما سلط كل من مقدمي الورشة الضوء على التحديات التي تواجه الاستشاريين سواء كانت التحديات الذاتية أو في العوامل الخارجية.

أما في ورشة العمل الثانية والتي قدمها العقيد منصور يوسف القرقاوي، نائب مدير الإدارة العامة للشؤون الإدارية في شرطة دبي، والمعنية بإعداد المدربين، فقد جرى استعراض أفضل الممارسات خلال تقديم الدورات التدريبية وكيفية افتتاح واختتام الدورة  وسبل ترك الانطباعات، والمهارات الواجب امتلاكها للمحافظة على اهتمام وتفاعل المشاركين طوال مدة الدورة، وعملية إيصال الأفكار وبناء مهارات المتدربين.

وقامت انشراح العمر، كبير المستشارين ومرشد تنفيذي في قيتاس، بتقديم ورشة عمل بعنوان "التوجيه الوظيفي" شرحت فيه الاختلاف ما بين التوجيه الوظيفي والاستشارات، كما عرضت عدة نظريات تطور تتبناها في مجال عملها التوجيهي والذي يركز على التحول الذاتي للأفضل وعلى كافة الأصعدة. وفي الورشة الأخيرة والمعنية باللعب التعليمي، قام شارل جوزيف طوق باستعراض أفضل طرق التعلم واستخدام خصائص الألعاب لأهداف تعليمية تساعد على تحويل التعلم إلى عملية ترفيهية ومؤثرة.

والجدير بالذكر بأنه في  سبتمبر الماضي، كانت جمعية الإمارات للمستشارين والمدربين الإداريين قد أطلقت نظام موحد لاعتماد المدربين على مستوى الدولة وذلك في إطار جهودها الحثيثة للارتقاء بجودة العملية التدريبية وتحقيق مخرجاتها من خلال تزويد المدربين بالمعارف التخصصية والخبرات المتقدمة، والمساهمة في صقل مهاراتهم وتعزيز كفاءتهم بإيصال المعلومة وإدارة عملية التعلم.

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة